44
لم يتم العثور على الصفحة ! معذرة، فالصفحة التي تبحث عنها في هذه المدونة ليست متوفرة. رئيسية المدونة

مراجعة فيلم Kiss the Girls 1997

 


هل هناك ممثل في أمريكا أفضل من (مورجان فريمان)؟ هكذا تسألت الناقدة (بولين كايل) ذات مرة، والذى يمكن للمرء أن يضيف اليه، هل هناك من يتمتع بسلطة أكبر؟ يتمتع فريمان بحضور نادر على الشاشة وجاذبية خاصة تقنعنا. لا يبدوأنه يختلق الأشياء ابداً. إنه لا يبدو ابدا سطحيا أو سهلا أو غير مقنع، وحتى في الافلام الغير ناجحة مثل "Chain Reaction 1996" فهو لا يغرق مع السفينة: تشعر أنه اصيل حتي عندما يغرق الفيلم من حوله.

يعتبر أداء (مورجان فريمان) في فيلم "Kiss The Girls" أكثر مركزية من فيلمه "Seven 1995"، وهو الإلهام الواضح لهذه القصة. إنه البطل في مركز القصة وهذا يمنحها التركيز الذي افتقدته قصة "Seven" بسبب جوانب الصداقة بين البطلين. ومرة أخرى يلعب دور شرطي يتعقب قاتلاً متسلسلاً غريب الأطوار، ومرة أخرى تكون الظلال عميقة والخصم ذكي ومن المفترض أن ترسل الجرائم نوعاً من الرسائل الملتوية. لكن الفيلم ليس تجديداً، إنه عمل أصلي، مستوحى من رواية لـ (جيمس باترسون)، حول مجرم (حسب توقع شخصية فريمان) لا يقتل ضحاياه، بل يجمعهم.

يلعب (فريمان)دور اليكس كروس، عالم النفس في شرطة واشنطن العاصمة، والذي يشارك في التحقيق في سلسة عمليات الاختطاف في دورهام في ولاية كارولاينا الشمالية. عندما يتم اختطاف ابنة أخته (جينا رافيرا)، يطير إلى دورهام ويقوم بزيارة قسم الشرطة، حيث ظل ينتظر لساعات حتى أقتحم أخيراً مكتب رئيس الشرطة. (في فيلم مقنع بشكل عام يقوم هذا المشهد بدور هام.) يتم أخذ الرهان بواسطة رجل يوقع بإٍسم (كازنوفا)، ويتم العثور على إحدي ضحاياه ميته - مقيده لشجرة وتُركت لتجدها المخلوقات. يتساءل (كروس) عن سبب عدم وجودد المزيد من الجثث، ويفترض أن (كازنوفا) هو جامع لا يقتل إلا عندما يشعر أنه يجب عليه ذلك. الضحايا الأخرين، بما في ذلك ابنة أخته، يجب أن يكونوا على قيد الحياة في مكان ما. يتم إثبات نظريته عندما يتم اختطاف طبية محلية تدعي كيت (آشلي جود) ولكنها تهرب، بعد أن استطاعت أن تتواصل مع العديد من المخطوفين في نوعاً من الزنازين الموجودة تحت الارض.

يصبح الشرطي والطبيبة فريفاً لبقية الفيلم، ويعملان سوياً بينما يقود الآثر الى الساحل الغربي، ويكشفان عن مفاجئات ليس من مهمتي الكشف عنها. يقدم كاتب السيناريو (ديفيد كلاس) لـ (فريمان) و (جود) حواراً أكثر تحديداً من المعتاد في افلام الإثارة؛ يبدو الأمر وكأنهم يتحدثون بالفعل مع بعضهم البعض وليس مجرد أنهم يقدمون نقاط الحبكة. وما يجلبه (فريمان) إلى جميع مشاهده هو الأهتمام الخاص جداً. إنه لا يستمع فقط، بل يبدو أنه يزن ما يقال له، لكي يقيمه.
 
أول ظهور لـ (آشلي جود) في فيلم "Ruby in Paradise"، جعلها من بين الممثلات الأكثر أقنعاً في جيلها، وكان فيلمها "Normal Life 1996"، الذي تم تحويله بشكل مخزي إلى فيديو من قبل استوديو جاهل، واحداً من أفضل الأفلام لهذا العام. عندما يكون العمل مكتوب بشكل جيد ويتم توجيهها بعناية، كما هو الحال هٌنا، نجد أننا نهتم بها حتي في مشهد كشف الحقيقة في نهاية الفيلم والذي كان من الممكن التعامل معه بمهارة أكبر.



تم إخراج فيلم "Kiss The Girls" بواسطة (جاري فليدر)، الذي أظهر فيلمه الأول "Things to Do in Denver When You're Dead 1996 " موهبة ولكن مع قدر كبير من الابتكار. هنا أصبح أكثر انضباطاً وسيطرة، مع قصة تكون فيها الظلال والفروق الطفيفة مخيفة كأي شئ آخر. قال (فليدر) أنه ومصوره السينمائي (آرون شنيدر) درسا أعمال مدير التصوير (جوردن ويلز) الملقب بـ (أمير الظلام)، الذي غالباً ما استخدم في تصوير "The GodFather" وافلام آخرى بعض الأضواء الرئيسية العلوية على العناصر المهمة، ويترك الباقي في الظلام. هنا كما فيلم "Seven" لدينا إحساس ثابت بعدم قدرتنا على رؤية كل ما نعتقد أننا نريد رؤيته.

عندما ينتهي الفيلم ونعرف كل أسراره، هناك سر نود أن نعرف المزيد عنه: ما هي بالظبط ديناميكية العلاقة بين الشخصيتين الأكثر غموضاً من بين شخصيات العمل؟ ولكن ترك مثل السؤال يكون أكثر أرضاءً بكثير من إعطاء الإجابة بمصطلحات فرويدية مختصرة. ما يتبقى لنا هو الشعور الحقيقي بلقاء شخصين محددين جداً في الادوار الرئيسية. إن (فريمان) و (جود) جيدين للغاية، لدرجة أنك على وشك أن تتمني لو أنهم قرروا عدم تقديم فيلم تشويق على الإطلاق -- وإن يجدو طريقة لبناء دراما تستكشف شخصياتهما.
 

 
 
بقلم : روجر ايبرت
ترجمة: عمار الصادق