44
لم يتم العثور على الصفحة ! معذرة، فالصفحة التي تبحث عنها في هذه المدونة ليست متوفرة. رئيسية المدونة

مراجعة فيلم The Rock 1996

 

"الصخرة" هو فيلم اكشن واثارة من الدرجة الأولي، يتميز بالكثير من الاسلوب و قدر ليس بالقليل من الفكاهة. إنه مصنوع من اجزاء من افلام أخرى، وليس فيه الكثير مما هو جديد، ولكن تم صقل كل عنصر بعناية. وهناك ثلاثة أدائات ماهرة: شون كونري هو (مايسون) خبير الاستخبارات الذي ظل في السجن لمدة 30 عاماً، نيكولاس كيدج في دور (جودسبيد) وهو عالم في مكتب التحقيقات الفيدرالية، وإد هاريس في دور الجنرال (هامل) بطل الحرب الذي لديه مخطط مجنون لشن حرب كميائية على مدينة سان فرانسيسكو.
 
جوهر الحبكة هو مهمة لاقتحام سجن الكاتراز. احتل (هاريس) ورجاله جزيرة السجن، واحتجزوا رهائن مدنيين، وهددوا بإطلاق صورايخ قاتلة على مدينة سان فرانسيسكو ما لم يتم تلبية مطالبهم. ما هى المطالب؟ (هامل) الذي لدية ثلاث قلوب ارجوانية ونجمتين فضيتين وميدالية الشرف، غاضب لان 83 رجلاً ماتو تحت قيادته ولم يتم تقديرهم ابداً، وذلك لانهم كانوا في مهمة سرية انكرت الحكومة حدوثها. يريد دفع 100 مليون دولار لاقاربهم.

إن (هامل) معروف ومحترم في واشنطن، ومطالبة تؤخذ على محمل الجد. يتم فرض تعتيم اخباري بينما تقوم واشنطن بتجميع فريق لاقتحام الكاتراز وتحييد صواريخ الغاز السام. لقد رأينا بالفعل أن (جودسبيد) يفكر بسرعة وهو محبوس في غرفة محكمة الغلق مع قنبلة كيمائية قاتلة؛ الأن يتم تكليفه بالانضمام لفريق العمليات، على الرغم من أنه في الاساس فأر مختبر يتمتع بخبرة ميدانية وقتالية قليلة.

عضو رئيسي أخر في الفريق هو (مايسون)، الجاسوس البريطاني الذي كما علمنا نجع في سرقة جميع ملفات (إدغار هوفر) السرية ("حتى الحقيقة حول اغتيال جون كيندي") قبل أن يتم سجنه سراً مدي الحياة دون محاكمة. مؤهلات (مسيون): إنه هو خبير في الهروب من السجن وهو الرجل الوحيد الذي هرب بنجاح من الكاتراز.

تتقدم الاحداث في أفلام مثل "The Rock" من تسلسل حركي إلي آخر. في بعض الأحيان لايهم مدى توافقها معاً. خذ بعين الاعتبار، على سبيل المثال، الطريقة المسلية للغاية التي يحول فيها (مايسون) عملية قص شعره إلى فرصة لتعليق أحد أعدائه القدامي بسلك من الطابق العلوي للفندق، والتي تؤدي الي مطاردة سيارات في شوارع سان فرانسيسكو مستوحى من فيلم "Bullitt" مما يؤدي إلى حادث تصادم مثير مثل حادث القطار في فيلم "The Fugitive". أليس من الغريب أنه بعد كل هذه المتاعب للهروب، يسمح (مايسون) بأن يتم القبض عليه مرة أخري بشكل سلبي تقريبا، ربما لأنه ما لم ينضم للفريق، فلن يكون هناك فيلم. ومن الغريب أيضاً بأن فيلم "The Rock" لديه الوقت لعدد غير محدود من الأحداث، إلا أنه لا يتباطأ أبداً بما يكفي لمشهد واحد ربما كنت تعتقد أنه إلزامي، حيث يتم فيه شرح الخطة لـ(مايسون)، ولماذا عليه الموافقة ( لديه دافع. حسناً - طفلته الوحيدة تتواجد في سان فرانسيسكو، ومن الممكن أن تكون أحد ضحايا السم). كل ما في الأمر هو أن الفيلم لم يكلف نفسه العناء لاخباره عن السم في تلك المرحلة. يدين اقتحام الالكاتراز بشئ ما لفيلم "Escape From Alcatraz" للمخرج (دون سيجل)ومن بطولة (كلينت ايستود). بينما كان هذا الفيلم يناقش متاهة الأنفاق تحت الالكاتراز في ظلام دامس. فإن فيلم "The Rock" يوفر لالكاتراز متاهة مياه جوفية كبيرة ومضاءة جيداً مثل المجاري في فيلم "Third Man" ومكتظة بالدعائم والآلات المعدنية الغير معروفة مثل سلسلة أفلام "Alien".

تتحرك الحبكة بين المعارك النارية، والانفجارات وسيول المياه ومعارك القتال بالأيدي، والاستجواب، والتعذيب، والسجن، والهروب، والغموض العلمي، حيث يحاول المتسللون منع رجال (هاريس) من القضاء على 70 الف من سكان سان فرانسيسكو، ويستعد البنتاغون لقصف جوي للجزيرة بقنابل حارقة من بلازما الثيراميت، وهو ما يبدو أنيقاً بكل تأكيد. تعتبر كل هذه العناصر عوامل أساسية في افلام الحركة والاثارة، لكن السيناريو يضيف بعض اللمسات البارعة ( عندما سُئل عما إذا كان يعرف سبب إطلاق سراحه من السجن، قال (كونري) بسخرية : " لقد كنت محبوساً لفترة أطول من نيلسون مانديلا ربما تريد مني أن أترشح للرئاسة").


ما ينجح حقاً هي الكيمياء بين (كونري)، بإعتباره محارباً قديماً يمتلك كل المهارات اللازمة للتغلب على قوة الاحتلال، وبين (كيدج)، بإعتباره العالم الذي يمكنه تفكيك الصورايخ ولكنه ليس له مهارات قتالية. ثم هناك تعقيد مثير يضاف إلى شخصية (إد هاريس)، الذي ليس أحادي البعد كما يبدو ( في بداية الفيلم نصح بعض الاطفال الصغار الذين يتجولون في الكاتراز بالعودة إلى قاربهم السياحي.)

هُناك بعض النهائيات الفضفاضة. تصبح ملابس (كيدج وكونري) جافة عندما يجب أن تكون مبتلة. يقول أحد مساعدي البيت الأبيض بلطف "نحن بحاجة إلى قرار سيدي الرئيس" - بعد أنقضاء الموعد النهائي- ويحصل على خطاب طويلاً جداً كان من الممكن أن يؤدي بحياة 70 الف شخص. وبالطبع يُسمح للابطال بالتنصت حسب الحاجة على أي محادثات تحتوي على معلومات يحتاجون إلى معرفتها.

في فيلم يستعير من جميع الافلام التي ذكرتها بالفعل. هناك سرقتان واضحتان بشكل خاص : الخدعة القديمة المتمثلة في غرس إبرة تحت الجلد في القلب من فيلم "Pulp Fiction" للمخرج (كونتين تارنتينو) والمواجهة المكسيكية حيث يقوم كل شخص بسحب مسدس على الآخر ( من فيلمي (كونتين تارنتينو) "Reservoir Dogs" و "True Romance" من باب المجاملة لافلام الويسترن القديمة). سرقتان من (تارنتينو)؟ ربما كان المنتجان، (جيري بروكهايمر) و الراحل (دون سيمبسون)، ينتقمان من حديث تارنتينو في فيلم "Sleep with Me" حيث قام بتحليل فيلم "Top Gun" على أنه حكاية رمزية عن المثليين.

 يقوم المخرج (مايكل باي) بتنسيق العناصر في فيلم مثير وكفء. مع بعض الضحكات الكبيرة وتسلسلات المؤثرات البصرية المثيرة والتشويق المستمر. ومن المثير للاهتمام أن نرى كيف يمكن لممثلين جيدين مثل (كونري) و(كيدج) و(هاريس) أن يجدوا طريقة لاحتلال مركز هذه الزوبعة بشخصيات تمكنت بطريقة ما من أن تكون ملتوية ومقنعة. هناك الكثير من نجوم الحركة المتطابقين في هوليوود الذين يمكنهم أحتلال مركز فوضي مثل هذه، لكن لا يستطيع الكثيرون جعل الأمر يبدوا وكأنهم هُناك بالفعل. عند مشاهدة "The Rock" فانك تهتم حقاً بما يحدث. ستشعر بالسخافة لاحقاً أنك انجذبت إليها، لكن هذا جزء من الرحلة.
 


 
بقلم : روجر ايبرت
ترجمة: عمار الصادق